هددت صربيا باستخدام إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد إقليم كوسوفو ـ إذا ما أعلن كما هو متوقع ـ استقلاله عنها، إلا أنها استبعدت استخدام القوة.
وقال الرئيس الصربي بوريس تاديتش بعد أدائه القسم في بدء ولايته الثانية للبلاد "لن أتخلى أبدا عن القتال من أجل كوسوفو".
وأعيد انتخاب تاديتش رئيسا لصربيا قبل عشرة أيام.
وتعارض روسيا بشدة أيضا استقلال كوسوفو، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إنه سيكون على موسكو أن تأخذ في اعتبارها إعلان كوسوفو استقلاله فيما يتعلق بعلاقاتها بإقليمي أوسيتا الجنوبية وأبخازيا.
ويتمتع معظم سكان الإقليمين بالجنسية الروسية، وكانا قد أعلنا استقلالهما من جانب واحد عن جورجيا في أوائل التسعينات من القرن الماضي.
غموض وقد رفض هاشم تاتشي رئيس وزراء كوسوفو تحديد موعد إعلان استقلال الإقليم عن صربيا، وكانت أوساط كثيرة تتوقع أن يعلن الجمعة أن موعد إعلان الاستقلال هو الأحد المقبل.
تاتشي يقول إن كوسوفو وطن لكل أبنائه
|
وكان تاتشي يتحدث لمئات الصحفيين في مؤتمر صحفي عقده الجمعة في العاصمة بريشتينا وتعهد فيه بحماية حقوق جميع الأقليات في الإقليم بمن فيهم الصرب، وتأسيس مكتب خاص لشؤون الأقليات وتعيين وزير مختص بهذه الشؤون.
وقال رئيس وزراء كوسوفو إنه لا يجوز أن يشعر أي مواطن في كوسوفو المستقل بأنه مضطهد، وإنه لن يترك أي مواطن بدون رعاية.
وأضاف تاتشي "في كوسوفو سيتوفر الأمن لكل المواطنين. إن الحكومة ملتزمة بالتطلع إلى المستقبل ونسيان الماضي الأليم.
ودعا تاتشي جميع من يريدون العودة إلى منازلهم أن يفعلوا ذلك، بمن فيهم الصرب المهجرون المقيمون خارج كوسوفو.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد حثت حكومة كوسوفو وبعثة الاتحاد الأوروبي المكلفة بضمان استقرار الإقليم (أثناء اعداده للانفصال عن صربيا) باتخاذ خطوات فورية للحيلولة دون حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأعربت المنظمة في تقرير لها عن قلقها بشكل خاص حول حقوق النساء والأقليات وخاصة "الروما" و"الأشكالي" و"المصريين"، ومن يريد العودة إلى البلاد.
ودعت المنظمة إلى تعزيز القانون الجنائي في الإقليم الذي كان العنف فيه ضد الأقليات سمة بارزة من سمات الحياة فيه بعد انتهاء الحرب.
"جو احتفالي في بريشتينا"
|
وذكر تليفزيون كوسوفو أن تاتشي قد عقد صباح الجمعة اجتماعا بخافير سولانا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، ناقشا خلاله مسألة إعلان استقلال الإقليم.
ويتوقع أن تسارع الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بالاقليم المستقل.
ميتروفيتشا المقسمة تخشى تجدد الاشتباكات مع إعلان انفصال كوسوفووقامت الأمم المتحدة بإدارة كوسوفو منذ أن أدى القصف الذي قامت به منظمة حلف شمالي الأطلسي عام 1999 إلى إخراج القوات الصربية المتهمة باضطهاد الأغلبية الألبانية في الإقليم منه.
ومن المتوقع أن يقر الاتحاد الأوروبي الاثنين إنشاء بعثتين للإشراف على شؤون القضاء والشرطة في كوسوفو.
ويقول بول رينولدز مراسل بي بي سي للشؤون الخارجية إن الولايات المتحدة وعددا من دول الاتحاد الأوروبي ستعلن اعترافها باستقلال الإقليم فور إعلانه.
وسيقوم برلمان كوسوفو بإعلان الاستقلال الأحد ـ على الأرجح ـ مبينا التزامه بالقيود على الاستقلال المنصوص عليها في خطة الأمم المتحدة للإقليم.
وتشمل هذه القيود وجود إشراف دولي، وقوة عسكرية محدودة، وإجراءات قوية لحماية الأقلية الصربية، والتعهد بإنشاء ديمقراطية متعددة، وعدم قيام كوسوفو أو أي جزء منه بالانضمام إلى بلد آخر.
احتفالات رصينة ويقول نيك ثورب مراسل بي بي سي في بريشتينا إن هناك جوا احتفاليا في العاصمة، حيث تجمهر الناس في الشوارع، وارتفعت الأعلام في كل مكان.
وقد رفعت اللافتات في العاصمة تقدم الشكر لبريطانيا والولايات المتحدة لدعمهما الاستقلال.
ومن الشعارات التي حملتها اللافتات "احتفل بكرامة"، "من أجل بداية قوية"، "كوسوفو ترحب بالمستقبل".
وقد وصلت إلى الإقليم شحنات بمئات الأطنان من الألعاب النارية.
ويقول مراسلنا إن المزاج العام لباقي المواطنين من الصرب والذين يتجاوز عددهم المائة ألف مختلف تماما.
ويضيف أنه لا توجد هناك موجة خروج جماعي من الإقليم، إلا أن بعض الصرب قرروا قضاء الأيام القليلة المقبلة في صربيا.