يؤكد اختصاصيون في مجال الطب على أن انقطاع الصائم عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة يسهم في تحسين الصحة بشكل عام، كما ويساعد في التخفيف من أعراض بعض الأمراض. وهذا ما يذهب إليه اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي د. نعيم أبو نبعة. مؤكدا على أن الصوم له فوائد جسدية وأخرى نفسية.
ويقول "انقطاع الصائم عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة يسهم في إراحة الجسم بشكل عام والجهاز الهضمي بشكل خاص، ويقلل من الاضطرابات الهضمية والغازات".
ومن جهة أخرى يساعد الصوم على التئام بعض الجروح الصغيرة في المعدة والأمعاء الدقيقة، كما ويريح الكثير من الغدد ومن بينها غدة البنكرياس.
من جانبه يشير مسؤول عيادة التثقيف الصحي والغذائي المهندس إبراهيم الزق إلى أن الصوم يخلص الجسم من الدهون الثلاثية والكوليسترول الزائد في الدم ويعمل على الوقاية من تصلب الشرايين.
ويزيد "ويساعد كذلك على التخلص من الفضلات والسموم من الجسم من خلال تنشيط عمل خلايا الكبد، ويؤدي إلى إراحة القلب حيث تنخفض معدلات ضربات القلب بشكل عام عند الصوم مما يوفر مجهودا على عضلة القلب، إلى جانب أنه يخفف من حدة ارتفاع الضغط عند المرضى المصابين به".
ويضبط الصوم معدلات سكر الدم عند مرضى السكري من النوع الثاني، ويشكل فرصة لإراحة كثير من أجهزة الجسم وأهمها الجهاز الهضمي حيث تقل حركة الأمعاء ويقل إفراز العصارة الهاضمة نسبيا.
في حين يذهب اختصاصي ومستشار الطب العام د. عبدالرحيم الحديدي إلى أن للصوم فوائد صحية كثيرة أهمها إنقاص الوزن، وإراحة الجهاز التنفسي لدى المدخنين لحرمانهم من الدخان فترات طويلة.
ويضيف "وأثناء فترة الصوم ينشط عمل الغدد الموجودة في الجسم وتستعيد كفاءتها لتحمل فترة الانقطاع عن الطعام، وتخف الاضطرابات المعوية، نتيجة لتناول الشوربات والخضار والسلطات وينشط عمل الأمعاء الدقيقة والغليظة".
وبالنسبة للمجاري البولية تخف أعراض الالتهابات أثناء النهار للامتناع عن تناول الأملاح، كما وينشط الكبد بحيث يتخلص من السموم الموجودة داخل الجسم ويطرحها من خلال البراز والبول.
وينوه الحديدي إلى أن الصوم يخفف من أعراض أمراض القولون ويخفف من أمراض المجاري التنفسية بخاصة لدى المدخنين وفي تخفيف التحسس ممن يعانون منه جراء تعرضهم وتناولهم لمواد معينة.
ويعتبر الصوم وفق أطباء علاجا لبعض الأمراض الهضمية. ومن بين هذه الأمراض، كما يقول أبو نبعة، مرض عسر الهضم. ويلفت إلى أهمية تنبه هؤلاء المرضى إلى عدم الإكثار من تناول الطعام عند الإفطار وتجنب الأطعمة الدسمة والحلويات الكثيرة. وتتحسن أمراض أخرى مع الصوم منها مرض التشحم الكبدي وهو زيادة ترسبات دهنية داخل الكبد.
ويضيف أبو نبعة "من خلال خبرتي خلال الأعوام الماضية لاحظت بأن بعض المرضى تتحسن حالاتهم الصحية وانزيمات الكبد إذا صاموا بشكل جيد وتناولوا وجبة إفطار متوازنة".
ويشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة وما يرافقها من أمراض يستغلون هذا الشهر للتخفيف من الوزن الزائد وللتخلص من مضاعفاتها، إذ ترتبط بالسمنة أمراض مثل الضغط والسكري والعظام.
وهنالك نسبة كبيرة من الناس ممن يعانون من مرض الارتداد المعدي والمريئي، ويعتبر الصوم فترة هدوء وراحة تامة لهم. ويعزو أبو نبعة ذلك إلى قلة الضغط داخل المعدة كونها تكون فارغة من الطعام أثناء الصوم وتقل إفرازاتها الحامضية.
وينصح هؤلاء المرضى بعدم الإفراط في تناول الطعام والشراب والابتعاد عن الشوكولاته والدهنيات لأنها تزيد من ارتخاء الفؤاد الموجود بين المريء والمعدة. وتتحسن أوضاع مرضى القولون العصبي والتوتر النفسي الصحية ويشكل رمضان بالنسبة لهم راحة نفسية وعصبية.
وتتحسن، بحسب الزق، كثير من أمراض الجهاز الهضمي المرتبطة بالعصبية والحالة النفسية للمريض مثل أمراض القولون العصبي والتهابات المعدة والأمعاء المزمنة.
ومن جهة أخرى يسهم الصوم -على حد تعبير الزق- في ابتعاد الفرد عن مظاهر الغضب والانفعال والعصبية ويسهم في تحسن بعض حالات الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
ولكي يحقق الصوم فوائده الصحية، ينصح الزق بالاستعداد ليوم الصيام بتناول وجبة السحور ومن الأفضل تأخيرها إلى ما قبل الفجر لإمداد الجسم بالطاقة لأكبر وقت ممكن.
ويجب أن تحتوي وجبة السحور على نشويات وفاكهة وألبان، وعدم الإكثار من تناول الأغذية المملحة مثل الزيتون والمخللات والمكسرات وكذلك الحلويات الدسمة والمقلية لأنها تسبب العطش الشديد أثناء النهار.
ويدعو إلى عدم الإفراط في شرب وتجرع الماء بكميات كبيرة قبل الفجر لأن هذه الكمية لا تتخزن وتفقد بسرعة.
ويؤكد على أهمية عدم التعرض قدر المستطاع لأشعة الشمس المباشرة أو الحرارة العالية حتى لا يفقد الجسم من السوائل والأملاح ما لا يمكن تعويضه خلال فترة الصيام.
موضوع: الصوم يسهم في علاج بعض الأمراض 
الثلاثاء 9 أكتوبر - 1:27
