كيف تتواصل رومانسيا مع من تحب ...؟

نحن نتعلم فى المدرسة كيف نكتب موضوع إنشاء؟، كيف نعرب كلمة أو جملة؟، كيف نحسب معادلة رياضية؟، كيف نعزف موسيقى أو نلعب جمباز؟، ولكننا للأسف لانتعلم كيف نتواصل؟، إننا بإختصار جهلة فى فن التواصل، نعانى من أنيميا تواصلية خبيثة تحتاج إلى أطنان من المقويات الإجتماعية، والأكسيرات العاطفية، والحديد النفاعلى، والفيتامينات الحميمة!. نتعلم من الأسرة قيماً وأخلاقيات، إفعل ولا تفعل، الصح والعيب، ولكن هذه الأسرة فى غمرةالأوامر والنواهى تنسى تدريبنا على إكتساب مهارات التواصل الصحيحة، ولذلك فمعظم أمراض علاقاتنا ترجع إلى هذا الفقر الشديد والإضطراب البالغ فيما نسمع عنه ولا نمارسه. التواصل يبدأ بنية إرسال معلومة إلى الطرف الآخر، لابد لهذه النية أن تتحول إلى رسالة لها مرسل ومستقبل، والرسالة إما أن تكون كلامية (عبارات أو أصوات)، أو غير كلامية (نظرة، لمسة، فعل)، والمستقبل فى هذه الحالة لا يكفى أن يكون مستقبلاً كحائط الإسكواش عندما يستقبل ضربات الكرة، وإنما لابد أن يفهم وأن يترجم هذا الفهم، وهناك خطوات بسيطة وواضحه لهذا، ولكن للأسف من الممكن أن يحدث تعثر شديد فى إحدى هذه الخطوات مما يجعل التواصل مسألة شائكة ومعقدة، وفى أحيان كثيرة يفشل المرسل فى قول ما يريد فيضيع المعنى وتتوه الغاية من حديثه، وكمثال لا يستطيع الشخص أن يختار الكلمات المناسبة والعبارات الملائمة التى تعبر عن مشاعره فيكون كمن جهز سفينة بأجود أنواع البضائع واكنه قبل الإبحار إكتشف أن قاع المركب مخروم!!، ولذلك يؤدى عدم صياغة المشاعر بما يناسبها من كلمات إلى عدم دقة الرسالة ومن ثم فشلها. إذا إختار الشخص الكلمات المناسبة من الممكن أن تخفق طريقة التعبير أو أسلوب التوصيل، ويحتاج بعدها إلى إعادة شرح لما كان يقصده، حينها يرد الآخر "معقول..هو ده اللى تقصده؟!"، وليس من المعقول أن نلقى باللوم على المرسل فقط، وإنما يشترك معه فى المسئولية أيضاً المستقبل، فمن الممكن ألا يكون المستقبل منصتاً أو مصغياً لحديثك، وتنقطع خيوط التواصل، ومن الممكن أيضاً أن يقع المستقبل فى مرضنا المزمن السرطانى القاتل وهو "أنا أسمع ما أحبه، أو ما أرغب فيه، أو ما أتوقع أن أسمعه، وليس ما قيل بالفعل"، ولذلك ونظراً لأن عملية التواصل تعتريها تلك التعقيدات والصعوبات فسنحاول أن نتعرف ونختبر معاً تلك الخطوات لصياغة وإرسال وإستقبال رسالة صحيحة للتواصل الحقيقى.
· هل رسالتك واضحة؟ :التواصل الحقيقى والفعال كما ذكرنا هو رسالة بين إثنين، ولكى يتحقق هذا التواصل لابد أن تكون الرسالة واضحة وليست مكتوبة باللغة الهيروغليفية أو كروشتات الأطباء أو نبش الفراخ!! هنا يضطرب المستقبل أو يجبر على التخمين بما يجره هذا التخمين من متاعب وتضخيم ومبالغات، وإذا كنت دائماً تعانى من عدم وضوح رسالتك فإننى أعتقد أن هذا يرجع إلى ثلاثة أسباب : 1- أنك لا تقول ما تعنى: عندما لا تتصل حنجرتك بشرايين قلبك، وعندما لا تهتز أحبالك الصوتية نتيجة لنبضات قلبك، تكون الكارثة وتظل مجرد جواهرجى حرفى، لست فناناً.. تستطيع أن تصوغ الكلمات البراقة والجميلة لكنها ليست صادقة، لأنك تفعل هذا بحرفنة وليس بأمانة، وإن ظللت هكذا تقول ما لا تعنى ستنكشف ونفقد كل شئ.2- أنت ترسل رسائل مختلطة: الرسالة المختلطة هى التى ترسل فيها معنيين مختلفين فى نفس الوقت ونفس الجملة ونفس السطر، هذا يحدث عندما تتناقض لغة الجسد أو نبرة الصوت مع الكلمات التى تقال فى الرسالة، فمثلاً يحدث هذا عندما يقول شخص "أنا أحبك" وهو مقطب الجبين وعابس الوجه، أو حينما تخبر الزوجة زوجها برغبة فى قبلة وهى متجهمة باردة كتمثال الشمع!، فى هذه الحالة بالطبع لابد أن يصاب مستقبل الرسالة بالخبطة، وهذا يتكرر كثيراً فى مجتمعنا، خاصة حين تقال من الزوج أو الزوجة عبارة "أنا كويس" بنبرة صوت بطيئة وغاضبة تحمل نكد الكون كله!، يحدث هذا الخلط أيضاً ى حالة عدم ثبات الرسالة أو تناقض نصفها الأول مع نصفها الثانى، ومثال هذا الجملة الشهيرة التى دائماً ما تتردد على شفاه البنات المحبطات "أنا مش عايزه أزعجك أو أضايقك بس أنا متقدم لى عريس".3- أنت غير محدد: الغموض فى الشعر سلوك جميل يمنحك إحساساً بالمراوغة ومطاردة المستحيل وبأن الكلمة كقوس قزح له عدة أطياف، ولكن الغموض فى عبارات المحبين والعشاق من الممكن أن يمنح إحساساً بالإحباط وخيبة الأمل والتوتر، وثق أنه إذا بدأت العلاقة بسؤال "هو يقصد إيه؟" أو "هى عايزة إيه من اللى بتقوله؟"، حينها ثق تماماً أن العلاقة إنتهت حين بدأت.
إذا قال الزوج "أريد لعلاقتنا أن تصبح أكثر رومانسية"، تقع الزوجة فى حيص بيص، وتظل تضرب أخماساً فى أسداس، هل يعنى ذلك أن علاقتنا سيئة؟، وهل أنا السبب؟، ماذا يجب على أن أفعله؟، وما الذى يريده زوجى تحديداً لكى تصبح العلاقة أكثر رومانسية؟، هل هو غير سعيد معى؟..... ألف علامة إستفهام سوف تطن كالنحلة فى عقلها.كان من الممكن أن تهدأ هذه الأسئلة بمجرد تغيير صياغة العبارة وتحديد معانيها أكثر مثل "إننى أرغب فى أن نشاهد فيلماً رومانسياً واحداً كل أسبوع لكى نحس أكثر بالرومانسية".إن وضوح التواصل من الممكن أن يساعد أو يحفز بعدة طرق، وهنا سأطرح نقاطاً عامة للتفكير فى الطريقة التى نضئ بها حجرة التواصل المظلمة حتى إذا إنقطعت الكهرباء وتآمر علينا قارئو العدادات!!.1- فكر جيداً فيما تقول وكيف يقال، حتى يتم شحن الرسالة بكل المعانى المطلوبة، لأنك إن لم تفعل فسيجب عليك أن ترسل مع كل رسالة كتالوجاً للشرح.2- دع الطرف الآخر يعرف ما هى أولوياتك، ولا تلقى بأوامرك ونواهيك ورغباتك كلها دفعة واحدة أمامه.3- كن مختصراً فى غير سطحية، حاول أن تكون مناقشاتك غير مسهبة أو مملة، ولكن مع مراعاة توصيل المهم فى مشاعرك أو رغباتك.4- لا تتحدث "إلى" حبيبتك أو حبيبك بل تحدث "مع" حبيبتك أو حبيبك، وإعطها فرصة للتفاعل أو إعطه فرصة للتفاعل وتبادل الرأى.5- لا تبدأ تواصلك باللوم والعتاب والإنتقاد فهذا سيجعل الطرف الآخر دائماً فى موقف الدفاع، متنمراً دائماً ينتظر خطأك القريب.6- لا يوجد حرج على الإطلاق فى أن تكتب ما تريد أن تقول فى خطاب إذا كنت تجد مشكلة فى المواجهة المباشرة، لا يعنى هذا خوفاً على الإطلاق، بل يعنى أنك تمنح نفسك وقتاً مناسباً حتى تقول بعده ما تريد بوضوح أكثر وتوتر أقل.7- إسأل دوماً عن مردود كلامك على الطرف الآخر حتى تتأكد من أنك قد فُهمت بصورة جيدة، وأنه قد تمت ترجمة رسالتك بمنتهى الأمانة

تسلم يافهيم

ومنور المنتدى

مشكووووووووووور لك

Thanks Fahem . Thanks Hany